مجموعة احزمة النار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الزامل: بدأت روايتي حين وصم مجتمعي إحدى بناته بالعار!!

اذهب الى الأسفل

الزامل: بدأت روايتي حين وصم مجتمعي إحدى بناته بالعار!! Empty الزامل: بدأت روايتي حين وصم مجتمعي إحدى بناته بالعار!!

مُساهمة  Admin الإثنين أبريل 13, 2009 4:01 am

تهاني السالم – جدة


حظيت رواية (المرآة المُنعكسة) بنجاح فاق التوقعات في الساحة الأدبية كونها جاءت كرد فعل لرواية (بنات الرياض). حين نذكر (المرآة المُنعكسة) تتبادر للذهن مؤلفتها سارة الزامل الطالبة بإحدى جامعات الرياض، لتؤكد للجميع أن الحرف الأدبي يستطيع الدفاع وقول الحق وسط المعمعة التغريبية التي تَموجُ بها الساحة الأدبية، فصوت الحق لا يستطيع أحد إسكاته مهما حاولوا تغطيته أو تكميمه أو المُضي به في لجج الشهوات، فهو حقاً سيقتحمها ويشد أشرعته نحو ساحل النجاة حاملا معه راية الشريعة السمحة. "الرسالة" التقت سارة الزامل وحاورتها حول روايتها وأبرز الصعوبات وملامح الخطوات الأولى في مسيرتها الأدبية، وكيف للفتاة السعودية إن تُثري الساحة الأدبية بأحرفها الناصعة النقاء لننمي كل حرف مبدع فيحلق في سماء الأدب الهادف فإلى محاور هذا اللقاء:

خطوات الرواية الأولى
حينما نذكر سارة الزامل يتبادر إلى الذهن مُباشرة رواية (المرآة المُنعكسة) برأيك ماذا أضافت
رواية المرأة المنعكسة لشخص سارة الزامل ؟ وكيف بدأت كتابة هذه الرواية؟

أولاً لا بد أن نعرف أن الساحة اليوم تحتاج لمن يقف مناضلاً ومدافعاً عن القيم السامية التي يحاول بعض التغريبيين أن يغيبوها وأن يدسوا بيننا من يغرّب المجتمع ويشرِّقه، ساحتنا محتاجة بل ومتعطشة للأقلام المنافحة عن الدين وأهله، مشكلتنا أننا ننتظر من يقوم بالعمل بدلاً عنا ، لذا أذكر أن شخصاً ما سألني قائلاً: لما قمتِ أنت بالعمل ولم توكليه لزميلة من زميلات جامعتك!
أتساءل وبشدة، لماذا ننتظر من يبدأ، لا أن نكون نحن من يبدأ، لذا لا أنكر أننا نعيش سلبية تفطر القلب حزناً، نحن إن عشنا فإننا نعيش للدين، وهو عقيدة وجهاد، أمر بمعروف ونهي عن منكر، وروايتي ليست سوى عمل بسيط جداً ولا يذكر أمام الزخم الهائل من الطوفان العارم من الفساد التغريبي. وأؤكد أن الأدب مدخل يجتهد التغريبيين في إشغاله .
كلنا نستطيع خدمة الدين بأي طريقة، كنت عازمة منذ زمن أن أجتهد في إخراج عمل أدبي يمثلني، ولما وقفت على فساد في طريقي، كانت انطلاقتي بدرء تلك المفسدة وذلك أولى من أن أصدر عملاً أدبياً آخراً كنوع من المشاركة والكتابة التي أرجو أن تكون فيها مصلحة، إذ الكثيرين الآن قراءً للأدب ، وكما تقول القاعدة شرعية تقول: درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ، لذا بدأتُ كتابة روايتي حين وصم مجتمعي بالعار والسوء. للأسف أن ذلك الوصم حدث من بنات ذات المجتمع، وبمباركة شخص محسوب عليه.
عندما قرأت رواية بنات الرياض قبل عام، لمست منها الرغبة في أن يكون المجتمع بمثل ما تحدثت به الكاتبة، فالرواية مليئة بالفكر التغريبي، كنت أقرأها وعلامة استفهام كبيرة تدور في ذهني، هل هناك رياض أخرى عاشت فيها الكاتبة غير مدينة الرياض التي أعيش فيها؟

لم أتم الرواية ، بل أغلقتها من المنتصف، لا شيء يشدني أبدا لإتمامها بل بعض الصفحات الأولى قد تركتها ولم أقرأها. تبادر في ذهني فكرة كتابة الصورة المنعكسة لما كتبته الكاتبة والصورة الأصلية للمجتمع الذي أعيش فيه.
قبل الإقدام على تنفيذ الفكرة كتبت الجزء الأول فقط ونشرته في العديد من المنتديات لأرى وجهة نظر الناس حول الفكرة والجزء الأول. هالني حقيقة تفاعلهم، فتحمست لكتابة الجزء الثاني والثالث وحتى إتمامها. وجدت أن الأعضاء والعضوات متابعين بدقة لأحداث روايتي بل منهم من قام بنقلها للكثير من المنتديات. واصلت كتابتها إلى الجزء السادس ثم توقفت وقررت عدم إكمالها، وجلست بعض الأيام حتى جاءتني زميلة في الجامعة تسألني عن البقية وعندما صرحت لها عن قراري، شنّعت علي هذا الموقف وربما قالت أنك بتوقفك تعلنين الهزيمة.
عندما سمعت ذلك أكملت الرواية بحماس أكبر حتى الجزء التاسع، فوصلتني رسالة من أحد الأشخاص يطلب مني إرسال الرواية كاملة له لعرضها على أحد الأدباء في المملكة ونشرها عن طريق أحد التجار. ترددت في الإقدام على الموافقة. أخبرت والدي فأفادني بأنه على أتم استعداد لنشرها وطباعتها بالطريقة التي أريدها، تحمست للغاية وشكرته كما يحب، أنهيتها وسلمتها إياه.
والرواية ردا على كل من يلصق السوء بالمجتمع المسلم وليس على بنات الرياض وحدهن، لذلك لم أسمّ روايتي ببنات الرياض، ولم أذكر أنها تمثّل منطقة معينة من المملكة، بل كنتُ أصور فكراً يحمله كثيرون ممن هم حولي ؛سواء كانوا في الرياض أو الدمام أو مكة أو المدينة أو القصيم أو جدة، وهذا الفكرُ تم تصويره بطريقة بشعة كاذبة فأحببت أن أنقل الصورة الحقيقية؛ وإن كانت شخصياتها لم تعش بأسمائها بيننا لكننها تعيش بسلوكها - تمثّل الواقع كما نراه جميعاً.
ولم أتخيل صوراً تحدث مرة في الألف لأكتب عنها ،بعكس من صوّر أعمالاً شاذةً نشازاً على أنها هي السواد الأعظم. وسماها باسم عاصمة بلدنا الذي نشأ وعاش وسيبقى مسلماً محافظاً، هذا إذا سلمنا بأنها واقع فعلي.
لست أحاسب ولا أغضب لخيال أحدٍ ما؛ بل إنني أؤمن بحريّة كل كاتب وأنه له الحق أن يهيم بخياله في كلّ وادي، لكننا نتفق جميعاً على أن حرية كل شخص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، ومن الطبيعي أن يغضب الإنسان إذا انتهكت حريته وصوره أحدٌ ما تصويراُ سيئا، حتى وإن كان خيالياُ ! وأيضاً لك الحق في أن تسبح بخيالك وتصوّر ما تشاء كما تشاء، إن كان المعني بالأمر يسمح لك بذلك ،أما أن تصور مجتمعاً ما بطريقة سيئة لا يرضاها ، ثم تدعي أن هذا من الخيال فهذا شيء لا يرضى به أي عاقل.

وعلى هذا فإني أتساءل : هل ستسمح لي بنات الرياض والسعودية أن أصورهنّ في خيالي بهذه الصورة الجميلة والحسنة؟ أترك الجواب لكم ... ولهن.

الأدب ورد الفعل !

لماذا أصبح الرد هو البديل ألا يسعنا أن نقدم أدباً هادفاً ولا يكون مجرد رد فعل لما يحدث؟
ربما كنت سأطرح (المرآة المُنعكسة) ولو لم يكن هنالك من أرد عليه !لأن الرواية في الحقيقة مستقلة بذاتها، فهي عاكسة للمجتمع ثم بعد ذلك منعكسة من مرآة مفسدة قبلها، وإن لم تكن عنوانها المرآة المنعكسة. هنالك نية في إصدار أدبي وددت إخراجه من قبل.

الدعم والمؤازرة للرواية
ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء كتابة الرواية؟ وكيف وجدتِ الدعم من الأهل والمعارف؟
أصداء العمل كانت عالية جداً والحمد لله. وصلتني رسالة من دكتور يخبرني أن روايتي قررها بحثاً لتخرج طلاب المستوى الثامن في قسم اللغة العربية بعنوان (المرآة المنعكسة لسارة الزامل دراسة تحليلية) فوجئت حقيقة ولم أوافقه أيضاً، لكنه قررها وانتهى الأمر.
كذلك طلبت مني إحدى المؤسسات الخيرية كتابة مجموعة قصصية لهم وسيقومون بطباعتها ونشرها على نطاق واسع على حسابهم .وأخبرني مسؤول أحد المكتبات أن الرواية عليها إقبال طيب عندهم. الحمد لله أتممت نشر الطبعة الثانية بعد نفاد الطبعة الأولى، وهي منقحة ومصححه فنياً ومطبعياً. هذا غير أصداء الإنترنت والرسائل والجوال ولله الحمد والمنة والفضل.

الرواية السعودية والابتذال
الابتذال الروائي الذي ينتهجه بعض الأدباء هل ترين أنه يساهم بالانتشار؟ وهل لابد لكي تتسلق سلم المجد أن تكتب بقلم مبتذل، وما رأيك بالكتابات المنتشرة وخاصة الرواية السعودية التي بدأ هذا التيار يجرفهم لهاوية الأدب؟

لا بد أن نحكم كل شيء بأطر الشريعة وحدودها ..والحمد لله أن الشريعة لم تحجر واسعاً ..وإنما حددت لنا أشياء لا نقربها وتركت لنا البقية نستمتع بها. ثم ما الهدف في كشف القبح دون معالجته؟ أوليس ذلك من إشاعة المنكر ليصبح معروفاً بين الناس؟

عند النظر في رواية (المرآة المنعكسة) تجدي أنه عندما عرضت جانباً سيئاً في أحد الشخصيات كانت هناك محاولة لصد هذا المنكر ، وهذه رسالة غير مباشرة في الرواية، أنه متى حدث المنكر لابد من درئه حسب الاستطاعة وليس نشره والتفرج عليه حتى يصبح مألوفاً بين الناس. عندما يعيث الفساد في المجتمع، سنجلس نتباكى سنيناً طويلة ونقول ليتنا ما فعلنا كذا وكذا، وكما يقولون (ليت ما تبني بيت)

يُلاحظ على أسلوبك الأدبي تأثره الكبير بالمفردات الإسلامية وانتهاجه الوعظ الديني فإلى ماذا تعزين ذلك؟
ذكرت في لقاء سابق أن وصف البعض لروايتي بأنها كتاب وعظي غير منصف، بل دليل وبرهان أنه لم يقرأ روايتي كاملة ويعيش تفاصيلها، ترى أين الوعظ؟ هل حديثنا عن الدين وعشقنا له سوف يكون مبرراً يستثنينا به الآخرون من الأدب ومن الكتابة فيه؟ هل الأدب هو قلة الأدب؟ إن كان كذلك فسأعيد حساباتي فوراً لأخرج من المضمار. إن كانت روايتي مليئة بالعثرات، يكفي أنها أول تجربة ستفتح لي المجال لالتقاط العثرات ونفضها عن الطريق لإتمام المسير. ليس عيباً أن أخطئ.


الفتاة السعودية والأدب
كيف يمكن أن نساهم في إثراء هذا التوجه الأدبي (فن الرواية) لدى الفتيات لننمي كل إبداع لديهن؟ وماذا تحتاج الفتاة التي تمتلك الموهبة والخيال الخصب لتطرح أحرفها بقوة في الساحة الأدبية؟
الجميل أن هنالك أقلاماً نسائية لها جولاتها وصولاتها في الكتابة الهادفة. ولعل المجلات المختصة بالفتيات خير شاهد على ذلك، وهي المعين والمنبع لتلك الأقلام. الساحة الثقافية وإن كانت فيها انقسامات فكرية فالخير مازال في أوج نشاطه ولله الحمد. كذلك فإن الدورات التي تقام بين حين وآخر عن فن الكتابة هي المنطلق لتستفيد من تخوض هذا المضمار من تجارب الآخرين. لا بد قبل كل شيء وبعد الاستعانة بالله أن تحدد الهدف قبل أن تكتب أي حرف تريده.

سارة الزامل كيف تشكلت ثقافتك اللغوية وما أبرز قراءاتك الأدبية؟
أعشق كثيرا قراءة الأدب الهادف عموماً، ومن الأدباء الذين غالباً ما أقرأ لهم. الدكتور عائض القرني والدكتور عبد الرحمن العشماوي والدكتور محمد الحضيف، وكفى بأقلامهم عبق وحكمة، ثمة رواية رائعة اجتهدت في الوصول إليها وإذا بي أقف على عمل جبار، وهي رواية (نقطة تفتيش) للدكتور محمد الحضيف التي أكاد أجزم أنها واقعية،الأسماء، والأماكن، والمنافحين، والمناضلين، والمظلومين. فهي رواية تفطر القلب حزناً. تعيش أحداثها كأنك جزء من شخصياتها. تزيح الستار عن الجرم الذي يرتكبه الكافرون!

آخر رواية قرأتها هي (ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج) كانت رائعة جداً ومؤثرة وخيال الروائي خصب وهو ذو عقيدة صافية، لكنه قتل بيد جنود الاحتلال قبل أن ينهي روايته، رحمه الله.

Admin
Admin

المساهمات : 621
تاريخ التسجيل : 31/03/2009

https://a7ze.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى