مشاركة: تفسير القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
مشاركة: تفسير القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة البقرة الآيات من 1: 16
(1) {الم} الله أعلم بمراده بذلك.
(2) {ذَلِكَ} أي هذا، {الْكِتَابُ} الذي يقرؤه محمد، {لاَ رَيْبَ} لا شك، {فِيهِ} أنه من عند الله وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والإشارة به للتعظيم، {هُدًى} خبر ثان أي هاد، {لِّلْمُتَّقِينَ} الصائرين إلي التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار.
(3) {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} يصدِّقون، {بِالْغَيْبِ} بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار، {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} أي يأتون بها بحقوقها، {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} أعطيناهم، {يُنفِقُونَ} في طاعة الله.
(4) {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} أي القرآن، {وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} أي التوراة والإنجيل وغيرهما، {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} يعلمون.
(5) {أُوْلَـئِكَ} الموصوفون بما ذكر، {عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون بالجنة الناجون من النار.
(6) { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما، {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا ًوتسهيلها وإدخال ألف بيم المسهلة والأخري وتركه، {أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم، والإنذار إعلام مع التخويف.
(7) {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ} طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير، {وَعَلَى سَمْعِهِمْ} أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق، {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} غطت فلا يبصرون الحق، {وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} قوي دائم.
( ونزل في المنافقين {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ } أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام، {وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} روعي فيه معني من، وفي ضمير يقول لفظها.
(9) {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} بإظهار خلاف ما أبطنوهمن الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية، {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم} لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه علي ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة، {وَمَا يَشْعُرُونَ} يعلمون أن خداعهم لأنفسهم، والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين، وفي قراءة وما يخدعون.
(10) {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها، {فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً} بما أنزله من القرآن لكفرهم به، {وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم، {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} بالتشديد أي:نبي الله، وبالتخفيف أي قولهم آمنا.
(11) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} أي لهؤلاء، {لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ} بالكفر والتعويق عن الإيمان، {قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} وليس ما نحن فيه بفساد. قال الله تعالي رداً عليهم.
(12) {أَلا} للتنبيه، {إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} بذلك.
(13) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ} أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم، {قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء} الجهال أي لا نفعل كفعلهم. قال تعالي رداً عليهم: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} ذلك.
(14) { وَإِذَا لَقُواْ} أصله لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء لالتقائها ساكنة مع الواو {الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ} منهم ورجعوا {إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} رؤسائهم {قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ} في الدين {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} بهم بإظهار الإيمان.
(15) {اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} يجازيهم باستهزائهم {وَيَمُدُّهُمْ} يُمهلهم {فِي طُغْيَانِهِمْ} بتجاوزهم الحد في الكفر {يَعْمَهُونَ} يترددون تحيراً حال.
(16) {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى} أي استبدلوها به {فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} أيى ما ربحوا فيها بل خسروا لمصيرهم إلي النار المؤبدة عليهم {وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} فيما فعلوا.
أسباب النزول:
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد:
فهذا كتاب [لباب النقول في أسباب النزول] أخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد قال: أربع آيات من أول البقرة نزلت في المؤمنين، وآيتان في الكافرين، وثلاث عشرة آية في المنافقين.
أسباب نزول الآية 6: أخرج بن جرير من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن أبي عكرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} الآيتين أنهما نزلتا في يهود المدينة وأخرج عن الربيع بن أنس قال: آيتان نزلتا في قتال الأحزاب: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ- إلي قوله- وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}.
أسباب نزول الآية 14قوله تعالي: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ} أخرج الواحدي والثعلبي من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ: انظروا كيف أرد عنكم الله هؤلاء السفهاء فذهب بيد أبي بكر، فقال مرحباً بالصديق سيد بني تميم، وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار البازل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله البازل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد علي فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه كيف رأيتموني فعلت: فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت- فأثنوا عليه خيراً، فرجع المسلمون إلي النبي صلي الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فنزلت هذه الآية، هذا الإسناد واهٍ جداً، فإن السدي الصغير كذاب وكذا الكلبي وأبو صالح ضعيف.
تفسير سورة البقرة الآيات من 1: 16
(1) {الم} الله أعلم بمراده بذلك.
(2) {ذَلِكَ} أي هذا، {الْكِتَابُ} الذي يقرؤه محمد، {لاَ رَيْبَ} لا شك، {فِيهِ} أنه من عند الله وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والإشارة به للتعظيم، {هُدًى} خبر ثان أي هاد، {لِّلْمُتَّقِينَ} الصائرين إلي التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار.
(3) {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} يصدِّقون، {بِالْغَيْبِ} بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار، {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} أي يأتون بها بحقوقها، {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} أعطيناهم، {يُنفِقُونَ} في طاعة الله.
(4) {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} أي القرآن، {وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} أي التوراة والإنجيل وغيرهما، {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} يعلمون.
(5) {أُوْلَـئِكَ} الموصوفون بما ذكر، {عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون بالجنة الناجون من النار.
(6) { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما، {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا ًوتسهيلها وإدخال ألف بيم المسهلة والأخري وتركه، {أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم، والإنذار إعلام مع التخويف.
(7) {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ} طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير، {وَعَلَى سَمْعِهِمْ} أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق، {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} غطت فلا يبصرون الحق، {وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} قوي دائم.
( ونزل في المنافقين {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ } أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام، {وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} روعي فيه معني من، وفي ضمير يقول لفظها.
(9) {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} بإظهار خلاف ما أبطنوهمن الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية، {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم} لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه علي ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة، {وَمَا يَشْعُرُونَ} يعلمون أن خداعهم لأنفسهم، والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين، وفي قراءة وما يخدعون.
(10) {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها، {فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً} بما أنزله من القرآن لكفرهم به، {وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم، {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} بالتشديد أي:نبي الله، وبالتخفيف أي قولهم آمنا.
(11) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} أي لهؤلاء، {لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ} بالكفر والتعويق عن الإيمان، {قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} وليس ما نحن فيه بفساد. قال الله تعالي رداً عليهم.
(12) {أَلا} للتنبيه، {إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} بذلك.
(13) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ} أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم، {قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء} الجهال أي لا نفعل كفعلهم. قال تعالي رداً عليهم: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} ذلك.
(14) { وَإِذَا لَقُواْ} أصله لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء لالتقائها ساكنة مع الواو {الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ} منهم ورجعوا {إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} رؤسائهم {قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ} في الدين {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} بهم بإظهار الإيمان.
(15) {اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} يجازيهم باستهزائهم {وَيَمُدُّهُمْ} يُمهلهم {فِي طُغْيَانِهِمْ} بتجاوزهم الحد في الكفر {يَعْمَهُونَ} يترددون تحيراً حال.
(16) {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى} أي استبدلوها به {فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} أيى ما ربحوا فيها بل خسروا لمصيرهم إلي النار المؤبدة عليهم {وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} فيما فعلوا.
أسباب النزول:
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد:
فهذا كتاب [لباب النقول في أسباب النزول] أخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد قال: أربع آيات من أول البقرة نزلت في المؤمنين، وآيتان في الكافرين، وثلاث عشرة آية في المنافقين.
أسباب نزول الآية 6: أخرج بن جرير من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن أبي عكرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} الآيتين أنهما نزلتا في يهود المدينة وأخرج عن الربيع بن أنس قال: آيتان نزلتا في قتال الأحزاب: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ- إلي قوله- وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}.
أسباب نزول الآية 14قوله تعالي: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ} أخرج الواحدي والثعلبي من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ: انظروا كيف أرد عنكم الله هؤلاء السفهاء فذهب بيد أبي بكر، فقال مرحباً بالصديق سيد بني تميم، وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار البازل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله البازل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد علي فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه كيف رأيتموني فعلت: فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت- فأثنوا عليه خيراً، فرجع المسلمون إلي النبي صلي الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فنزلت هذه الآية، هذا الإسناد واهٍ جداً، فإن السدي الصغير كذاب وكذا الكلبي وأبو صالح ضعيف.
مواضيع مماثلة
» حمل القرآن الكريم
» أدعية في القرآن الكريم
» من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
» أدعية القرآن الكريم < مميز >
» أسماء القرآن الكريم التي اشتهر بها ومعانيها
» أدعية في القرآن الكريم
» من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
» أدعية القرآن الكريم < مميز >
» أسماء القرآن الكريم التي اشتهر بها ومعانيها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى