100 فائدة من سورة يوسف 3
صفحة 1 من اصل 1
100 فائدة من سورة يوسف 3
31- أن الملائكة يمتازون بجمال الخلقة و إن هذا استقر عند الناس لذلك النسوة هؤلاء لما راءوا جمال يوسف ( قالوا ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم ) فعند الناس مستقر أن الملك جميل الخلقة و الشيطان قبيح جدا .
قيل أن الجاحظ كان جالساً فجاءت امرأة مع صائغ و قالت مثل هذا و أشارت إلي الجاحظ ثم انصرفت ، فالجاحظ استغرب فذهب وتبعه حتى وصل إلي المحل قال ما هذا ؟ قال هذه امرأة جاءتني فقالت اعمل لي حلياً عليه صورة الشيطان فقلتُ لها و ما أدراني ما صورة الشيطان حتى اعملها لك ؟ قالت : ورائي فقادتني إليكَ فقالت مثل هذا .
فاستقر في أذهان الناس إن الشيطان شكله قبيح وان المَلَك شكله جميل ، والله عز و جل قال عن جبريل (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6) أي جمال وقال عن شجره الزقوم (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ) (الصافات:65) في القبح.
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35))
32- أن المسلم إذا خُيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة . يصبر على الشدة و يُؤثر أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء (قَالَ مَّا يَدْعُونَنِي إِلَرَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِيْهِ)
واستعانة يوسف بالله (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) يعنى الإنسان ضعيف و يوسف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحدٍ يتعرَض لحرام فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا وإنه يصرف عنه الشرَّ و الفحشاء .
33- استجابةُ الله لأوليائه والدعاة المخلصين (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) يسمع دعاء عبده (الْعَلِيمُ ) بحال هذا العبد الذي يدعوه.
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
34- أن سيما الصالحين تُعرَف في وجوههم ، يعنى الآن اثنان في السجن ومعهم يوسف فلماذا لجئا إليه ؟ هل هما يعرفان يوسف من قبل أنه صاحب علم ؟ أو أنه يعبر الأحلام ؟ لا .
فلماذا لجئا إليه (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) يعنى عليك سيما الصلاح و علامات الصالحين – إذاً أهل الصلاح يظهر عليهم و الناس يحبونهم و ينجذبون إليهم – رغم أن أهل البلد من الكفار فساقِ الملك وخبَّاز الملك و الملك كافر و البلدة كافرة و يوسف هو الموحد الوحيد لجئا إليه (إنا نراك من المحسنين ) حالتك وسيرتك وهيئتك و أفعالك ، أنت شخص من المحسنين . كما يقول العامة (من أهل الله) .
(قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) ) .
35- أن الداعية إذا أراد أن يُلَقِنَ أناساً الحق فإنه يجعلهم يثقون به و يطمئنهم بأنهم قد وقعوا على خبير ، قال (لا يأتيكما طعام ..) قبل الجواب لكسب الثقة ، فالداعي يحتاج أولاً إلى كسب ثقة المدعو و هي قضيه مهمة ، فبعض المدعوين قد يلجأ إلى داعية فلابد أن يكون الداعية خبير وعنده ما يعطيه و يثق فيه (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي) وبدأ قضية الدعوة للتوحيد وهي الفائدة التالية .
36- أن الداعي أول ما يبدأ به التوحيد ، فلقد أرسل الرسول - صلي الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن وقال : (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ)) قال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ) و قال قبلها (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)
ثم بدأ(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) مع أنهما سألاه عن رؤيا وينتظران الإجابة عن الرؤيا لكن ما كان ليجيب حتى يعلمهم ما هو أهم كما ثبت في الصحيح [عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ] يعني ما هو الأهم الآن هل هو معرفة وقت الساعة أم الاستعداد لها ، فصرف السائل عن الأقل أهميه إلى الشيء الأكبر أهميه . فهما سألا عن الرؤيا فجاءتهم الإجابة أولاً بالتوحيد .
37- أن تعبير الرؤيا فتوى (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) ولذلك قال العلماء لا يجوز لمن لا يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها فبعض الناس عندما تقص عليه رؤيا يقول ( أُجَرِب ) إيش أُجَرِب ؟ إما عندك علم وإما ما في شيء أسمه أُجَرِب (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
ذكر الشيخ سعد بن سعدي رحمه الله أن الكلام في الرؤى مثل الفتوى والكلام عليه بغير علم يأثم مثل الفتوى بغير علم
38- جواز اتخاذ الأسباب الجائزة للنجاة قال (اذكرني عند ربك) حتى إذا خرج ذكر القصة للملك والملك ربما يجري تحقيقاً في الموضوع يخرج بسببه يوسف من السجن بريء .
لكن الشيطان يفعل الكيد بأولياء الله فأنسى الرجل هذا بعد ما طلع من السجن ويمكن فرح أن صاحبه قتل وهو نجا فأنسته الفرحة القصة القديمة (وادكر بعد أمه) ادكر هذه أصلها بالذال والتاء (اذتكر) علي وزن افتعل وهما متقاربتان فالتاء ثقيلة بعد الذال فقلبت دال….. والذال والدال ثقيلتان متتاليتان فأدغمت الذال والدال فصارت دال مشددة والتشديد دليل علي وجود إدغام أي أن هناك حرف دخل في حرف .
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) )
39- أن الرؤيا الصحيحة الحق ممكن يراها الكافر لكن نادرا لأن الملك هذا الذي رأى سبع بقرات سمان وسبع سنبلات هذه رؤيا حق تعبيرها فعلاً حصل ودلت على أن هناك سبع سنوات خصب ثم سبع سنوات عجاف وبعد سنه يأتي فيها الفرج فممكن الشخص الكافر يرى رؤيا صحيحه لكن نادراً . إنما أكثر ما يرى الرؤيا الحق الصحيحة المؤمنون .
قيل أن الجاحظ كان جالساً فجاءت امرأة مع صائغ و قالت مثل هذا و أشارت إلي الجاحظ ثم انصرفت ، فالجاحظ استغرب فذهب وتبعه حتى وصل إلي المحل قال ما هذا ؟ قال هذه امرأة جاءتني فقالت اعمل لي حلياً عليه صورة الشيطان فقلتُ لها و ما أدراني ما صورة الشيطان حتى اعملها لك ؟ قالت : ورائي فقادتني إليكَ فقالت مثل هذا .
فاستقر في أذهان الناس إن الشيطان شكله قبيح وان المَلَك شكله جميل ، والله عز و جل قال عن جبريل (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6) أي جمال وقال عن شجره الزقوم (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ) (الصافات:65) في القبح.
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35))
32- أن المسلم إذا خُيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة . يصبر على الشدة و يُؤثر أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء (قَالَ مَّا يَدْعُونَنِي إِلَرَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِيْهِ)
واستعانة يوسف بالله (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) يعنى الإنسان ضعيف و يوسف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحدٍ يتعرَض لحرام فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا وإنه يصرف عنه الشرَّ و الفحشاء .
33- استجابةُ الله لأوليائه والدعاة المخلصين (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) يسمع دعاء عبده (الْعَلِيمُ ) بحال هذا العبد الذي يدعوه.
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
34- أن سيما الصالحين تُعرَف في وجوههم ، يعنى الآن اثنان في السجن ومعهم يوسف فلماذا لجئا إليه ؟ هل هما يعرفان يوسف من قبل أنه صاحب علم ؟ أو أنه يعبر الأحلام ؟ لا .
فلماذا لجئا إليه (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) يعنى عليك سيما الصلاح و علامات الصالحين – إذاً أهل الصلاح يظهر عليهم و الناس يحبونهم و ينجذبون إليهم – رغم أن أهل البلد من الكفار فساقِ الملك وخبَّاز الملك و الملك كافر و البلدة كافرة و يوسف هو الموحد الوحيد لجئا إليه (إنا نراك من المحسنين ) حالتك وسيرتك وهيئتك و أفعالك ، أنت شخص من المحسنين . كما يقول العامة (من أهل الله) .
(قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) ) .
35- أن الداعية إذا أراد أن يُلَقِنَ أناساً الحق فإنه يجعلهم يثقون به و يطمئنهم بأنهم قد وقعوا على خبير ، قال (لا يأتيكما طعام ..) قبل الجواب لكسب الثقة ، فالداعي يحتاج أولاً إلى كسب ثقة المدعو و هي قضيه مهمة ، فبعض المدعوين قد يلجأ إلى داعية فلابد أن يكون الداعية خبير وعنده ما يعطيه و يثق فيه (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي) وبدأ قضية الدعوة للتوحيد وهي الفائدة التالية .
36- أن الداعي أول ما يبدأ به التوحيد ، فلقد أرسل الرسول - صلي الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن وقال : (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ)) قال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ) و قال قبلها (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)
ثم بدأ(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) مع أنهما سألاه عن رؤيا وينتظران الإجابة عن الرؤيا لكن ما كان ليجيب حتى يعلمهم ما هو أهم كما ثبت في الصحيح [عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ] يعني ما هو الأهم الآن هل هو معرفة وقت الساعة أم الاستعداد لها ، فصرف السائل عن الأقل أهميه إلى الشيء الأكبر أهميه . فهما سألا عن الرؤيا فجاءتهم الإجابة أولاً بالتوحيد .
37- أن تعبير الرؤيا فتوى (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) ولذلك قال العلماء لا يجوز لمن لا يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها فبعض الناس عندما تقص عليه رؤيا يقول ( أُجَرِب ) إيش أُجَرِب ؟ إما عندك علم وإما ما في شيء أسمه أُجَرِب (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
ذكر الشيخ سعد بن سعدي رحمه الله أن الكلام في الرؤى مثل الفتوى والكلام عليه بغير علم يأثم مثل الفتوى بغير علم
38- جواز اتخاذ الأسباب الجائزة للنجاة قال (اذكرني عند ربك) حتى إذا خرج ذكر القصة للملك والملك ربما يجري تحقيقاً في الموضوع يخرج بسببه يوسف من السجن بريء .
لكن الشيطان يفعل الكيد بأولياء الله فأنسى الرجل هذا بعد ما طلع من السجن ويمكن فرح أن صاحبه قتل وهو نجا فأنسته الفرحة القصة القديمة (وادكر بعد أمه) ادكر هذه أصلها بالذال والتاء (اذتكر) علي وزن افتعل وهما متقاربتان فالتاء ثقيلة بعد الذال فقلبت دال….. والذال والدال ثقيلتان متتاليتان فأدغمت الذال والدال فصارت دال مشددة والتشديد دليل علي وجود إدغام أي أن هناك حرف دخل في حرف .
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) )
39- أن الرؤيا الصحيحة الحق ممكن يراها الكافر لكن نادرا لأن الملك هذا الذي رأى سبع بقرات سمان وسبع سنبلات هذه رؤيا حق تعبيرها فعلاً حصل ودلت على أن هناك سبع سنوات خصب ثم سبع سنوات عجاف وبعد سنه يأتي فيها الفرج فممكن الشخص الكافر يرى رؤيا صحيحه لكن نادراً . إنما أكثر ما يرى الرؤيا الحق الصحيحة المؤمنون .
مواضيع مماثلة
» 100 فائدة من سورة يوسف 1
» 100 فائدة من سورة يوسف 2
» 100 فائدة من سورة يوسف 4
» 100 فائدة من سورة يوسف 5
» 100 فائدة من سورة يوسف 6
» 100 فائدة من سورة يوسف 2
» 100 فائدة من سورة يوسف 4
» 100 فائدة من سورة يوسف 5
» 100 فائدة من سورة يوسف 6
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى